للحد من التهابات الكبد الوبائية........
يعد التهاب الكبد الفيروسي من المشاكل الصحية التي تعاني منها الدول النامية والمتقدمة على حد سواء ومع تطور التكنولوجيا استطاع الانسان التعرف على الأقل على ستة انواع رئيسة تتسبب في التهاب الكبد الوبائي وصنفت بالاحرف A,B,C,D,E,G وتنتمي تلك الفيروسات لمجموعة متباينة من الفيروسات التي تسبب مرضاً حاداً متشابها سريرياً عدا الفيروس المكتشف حديثاً HGV
الذي يبدو انه لا يسبب اصابة أو يحدثها على نحو طفيف ويمكن لبعض الأدوية أن تسبب اعراضاً مشابهة لالتهاب الكبد مثل الجرعة المفرطة للاستامينوفين وحامض الفالبوريك
ونتطرق للحديث عن اشهر تلك الالتهابات
التهاب الكبد من النوع A
يبلغ معدل الاصابة والانتشار إلى 100% عند الاطفال عند بلوغهم سن الخامسة يحدث ذلك الفيروس التهاباً حاداً ويتم الانتقال عادة عن طريق الأكل أو الماء الملوثين ومن النادر حدوثه عن طريق الجلد وتبلغ الفترة اللازمة لحضانة الفيروس قبل ظهور الأعراض إلى حوالي أربعة أسابيع.
الاعراض والتشخيص
يشتكي الطفل المصاب من حمى، غثيان، توعك بالبطن وقد يمر ذلك الالتهاب باعراض طفيفة دون الانتباه إليها خاصة عند الاطفال ما قبل سن المدرسة ويتصاحب مع ذلك تغير في لون البول إلى الداكن وعادة تقل فترة ظهور الاعراض عن الشهر حيث تعود الشهية والنشاط الجسماني بالتدريج والذي ينتهي عادة بالشفاء التام ولا يترافق الالتهاب بذلك النوع مع التهاب الكبد المزمن، ويمكن تشخيص الحالة من خلال الأعراض المصاحبة وعمل التحليل المخبري للاجسام المضادة لذلك الفيروس والتي تتواجد في بداية المرض وتختفي بعد اربعة اشهر أو أكثر
الوقاية
يعتبر الاطفال المصابون بذلك المرض مصدرا للعدوى لمدة تقارب الاسبوع بعد بداية اليرقان، غسل اليدين بصورة جيدة هو أمر هام قبل تحضير الطعام أو تقديمه ويتوفر الآن لقاحان حيث يمنحان تقدماً كبيراً في الوقاية من المرض وتعطى للأطفال من سنتين فاكثر في العضل على جرعتين، تعطى الجرعة الثانية بعد ستة أشهر أو سنة من الجرعة الأولى ويمكن اعطاؤه مع اللقاحات الأخرى.
التهاب الكبد B
تتركز الاصابة في صحراء افريقيا، حوض الامازون واجزاء من الشرق الاوسط وتتركز الاصابة مابين عمر عشرين إلى اربعين سنة وتنخفض عدد الحالات الجديدة المسجلة عند الأطفال وبالرغم من ان نسبة الاصابة عند الأطفال اقل من 10% إلا انها تشكل حوالي 20 - 30% من الحالات المزمنة ويعتبر انتقال المرض من أم مصابة إلى مولودها من العوامل المهمة لاكتساب ذلك المرض حيث تصل نسبة الاصابة إلى 70 - 90% وقد تبين ان اللجوء إلى الرضاعة الطبيعية من امهات مصابات لاطفال غير محصنين لا يحمل خطراً اكبر لحدوث التهاب الكبد من اللجوء إلى التغذية بالحليب الصناعي وذلك على الرغم من امكانية تسرب الفيروس الموجود في دم الام إلى الرضيع عن طريق التشققات الموجودة في ثدي الأم، وتتضمن عوامل الخطر الأخرى للاصابة اكتساب المرض من خلال نقل الدم او منتجاته الملوثة إلى الطفل.
الاعراض والتشخيص
تتميز الكثير من حالات التهاب الكبد الوبائي من النوع B بأنها لا عرضية وفي حال حدوثها فإن الاعراض تتشابه بما يحدث في الالتهابات الكبدية الأخرى وتبدأ تلك الأعراض بعد 6- 7 اسابيع من التعرض لذلك الفيروس ويبدأ باليرقان الذي يلحظ عند ربع المرضى تقريباً وقد يتطور ذلك النوع إلى أن يكون مزمنا حيث يصبح المريض عرضة لتشمع الكبد بعد 25 - 30 سنة من الاصابة، وفيما يختص بالتشخيص فان الكشف عن ذلك النوع هو اكثر تعقيداً مما هو موجود في النوع Aحيث يتم التشخيص باستعمال الاضداد والمستضدات في دم المصاب.
الوقاية والعلاج
للوقاية من ذلك النوع يتوفر لقاح وغلوبيولين مناعي ويتمتع اللقاح بقدرة حصانة عالية عند الأطفال ويوصى في كل ارجاء العالم بتطعيم كل الأطفال الرضع في حالات ما قبل التعرض وما بعده وهو ما يقدم حماية بإذن اللّه على المدى الطويل اضافة إلى ذلك يجب تحصين كل الأطفال الذين لم يتلقوا اللقاح سابقاً ببلوغهم سن 11- 12 سنة أوقبل ذلك كما يطبق ذلك على المراهقين غير المطعمين والكهول ذوي الخطورة العالية، كما ان الاطفال المولودين من امهات مصابات بهذا الفيروس يجب أن يتلقوا اللقاح عند الولادة وبعمر 1- 2 شهر وعند عمر ستة اشهر وتشرك الجرعة الأولى مع غلوبيولين المضاد لذلك النوع من الفيروسات كما ان المواليد لامهات سليمات يجب تلقيهم تطعيم الكبد الوبائي فيما يتعلق بالعلاج فانه لا يتوفر معالجة طيبة تحظى بالنجاح في معظم الحالات وقد يستعمل الانتيرفيرون الفا كعلاج لالتهاب الكبدي المزمن عند الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 سنة أو اكثر ويعرف عن الانترفيرون امتلاكه لفعل معدل مناعي وقدرة مضادة للفيروسات.
التهاب الكبد C
لم يتم عزل هذا الفيروس وانما تم تنسيله بتقنية خاصة للحمض النووي عام 1988م ويصنف كجنس منفصل ضمن فصيلة الفيروسات المصفرة مع تميزه بتغير العوامل المولدة وله ستة انماط جينية كبرى وتحت تلك الانماط انواع متشابهة الأمر الذي يسمح له بالنجاة من الترصد المناعي ويشكل التعرض للدم الملوث ومنتجاته من اشخاص مصابين عامل الخطر الاكثر اهمية لانتقال ذلك الفيروس وتتضمن عوامل الخطر الأخرى حالات التماس الجنسي مع المصابين ويبقى ما يقرب من 10% من الاصابات الجديدة دون تفسير وقد يؤدي إلى الاصابة المزمنة عند نسبة كبيرة من المرضى، تبلغ فترة الحضانة من 7 - 9 اسابيع.
الاعراض والتشخيص
يتشابه أعراض الالتهاب الحاد سريرياً لما يحدث في الالتهابات الاخرى التي تصيب الكبد ويميل المرض في بدايته ان يكون بسيطا عند الاطفال والمسنين ومن النادر حدوث قصور حاد للكبد ويميل ذلك الفيروس إلى أحداث الالتهاب المزمن بالكبد مقارنة بالتهابات الكبد الأخرى حيث يكون الازمان نصيب حوالي 85% من المصابين ويتطور حوالي 25% من الحالات بعد 20 - 30 سنة إلى حدوث التشمع أو التليف بالكبد واحيانا إلى قصور في وظائف الكبد أو نمو خلايا سرطانية ويبدو أنها ناتجة عن الالتهاب والنخر المزمن في الكبد وليس لان ذلك الفيروس لديه لديه تأثير مولد للورم ويتم تشخيص ذلك النوع من الالتهابات عن طريق الكشف عن الاجسام المضادة له في دم المصاب وقد تستخدم طريقة البوليميريز السلسلي للكشف عن الفيروس بطريقة مباشرة حيث يتم الكشف عن الفيروس في غضون أيام من حدوث الالتهاب ولكنها مكلفة مادياً.
الوقاية والعلاج
لا يوجد لقاح متوفر للوقاية من ذلك الفيروس ولم يثبت فائدة من اعطاء الغلوبيولين المناعي، يجب على المصابين أن لا يشاركوا أحداً فرشاة الاسنان أو شفرة الحلاقة والا يتبرعوا بالدم أو الاعضاء أما فيما يختص بالمعالجة فقد حاز الانتيرفيرون 2 ب على الموافقة لعلاج ذلك النوع من الالتهابات الكبدية للمرضى الذين يبلغ عمرهم 18 سنة أو أكثر والذين لديهم قصة تعرض للدم أو منتجاته مع حدوث الاعراض السابقة أو من كان لديهم فحص المصل إيجابياً ويستجيب حوالي 50% من المرضى جزئياً للمعالجة بنهاية فترة ستة أشهر من المعالجة ويستجيب حوالي 10 - 15% بصفة دائمة وفي بعض الحالات المنتكسة يظهر الفيروس بعدها وقد بينت التجارب أن المعالجة المقترنة بين الفا انتيرفيرون 2 ب و ريبافيرين تؤدي إلى تواتر أعلى للاستجابة وإلى تحسن على مستوى نسيج الكبد.